انتظر الجمهور المغربي كثيراً المباراة الثالثة أمام منتخب جنوب إفريقيا في محاولة منه لوضع إشارات الماضي وواقع الحاضر في ميزان الإختبار.
الماضي الذي يتحدث عن انكسار شوكة المنتخب المغربي كل مرة أمام صخرة البلد المضيف والنتيجة كما يعرفها الجميع خروجا مذلا للأسود من بوابة الدور الأول، و الحاضر الذي شحنه الطوسي ولاعبوه بالكثير من الآمال بتجاوز هذا العائق وتحطيمه بالإرادة والعزم.
لعبت وقائع المباراة أمام جنوب أفريقيا بأعصاب الجمهور المغربي، إذ حمل السيناريو الذي رافقها الكثير من المعطيات الغريبة، ففي الوقت الذي كان المنتخب المغربي متفوقا في النتيجة وهو ما كان يعني عبوره للدور الثاني، خرج الذين لا يؤمنون بنظرية تكرار التاريخ لنفسه ليؤكدوا أنه لكل مبدأ استثناء و لكل حادث بداية، قبل أن تعود جنوب أفريقيا في مناسبتين لتحقق التعادل وتؤكد حقيقة إعادة التاريخ، وعلى أن التفوق على أصحاب الأرض سيتأجل لسنوات لاحقة، طالما أن المغرب هو من سينظم الدورة القادمة ولن يكون بإمكانه مقارعة نفسه للتفوق عليها.
خرج المغرب من دورة مصر 1986 بهدف طاهر أبو زيد المثير للجدل يومها، وغادر دورة 2000 بنيجيريا بخسارته أمام رفاق أموكيشي يومها بهدفين نظيفين، وحرمه زياد الجزيري ورفاقه في المنتخب التونسي من تذوق حلاوة التتويج الثاني بملعب رادس في النهائي الذي دان لنسور قرطاج سنة 2004، و تحطمت أحلام العبور للدور الثاني في دورة مصر مرة أخرى أمام أشبال كلود لوروا ورفاق ميكائيل إيسيان بالخسارة بهدفين نظيفين، ثم الخسارة من منتخب جابوني صاعد وبالثلاثة في دورة 2012.
قبل أن يكرر التاريخ الأسود نفسه مع الأسود أولا بالعجز عن التغلب على منتخب جنوب أفريقيا صاحب الأرض سنة 2013، وثانيا بعدم القدرة على إلحاق أول هزيمة بمنتخب البافانا – بافانا، على امتداد تاريخ المواجهات بين المنتخبين وثالثا بإدمان ما أصبح يسمى في المغرب بجيل الفشل على النكبات التي وضعتهم في الطريق الصعب بين باقي منتخبات القارة السمراء، حتى أصبح منتخب الرأس الأخضر يتجاوزهم في تصنيف الفيفا و في ترتيب المجموعة.