■■ رغم السرعة والإثارة ومتعة الأداء ، فلم يكن كلاسيكو العالم بين الريال والبارسا في ذهاب الدور قبل النهائي لكأس ملك اسبانيا في مستوى التوقعات، أتيحت العديد من الفرص التي تم إهدارها أو إنقاذها من الدفاع والحارسين ، لكن الفريقين إقتنعا بالتعادل 1/1 ورضيا بتأجيل الحسم إلى موقعة الأياب في الأسبوع الأخير من فبراير في معقل البارسا بالكامب نو .
■■ أبرز ملامح المباراة ، عدم توفيق النجمين السوبر ستار،ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو في التهديف أو النجومية أو التأثير المباشر في قيادة فريقه ، وحاول كل منهما كثيراً دون جدوى وكان يلعبان بقدر من الأنانية ، ورغم أن ميسى مرر الكرة التي سجل منها فابريجاس هدف البارسا ، فإنه حاول أكثرمن مرة الإعتماد على قدراته الفردية الهائلة للتسجيل ، لكي يعادل رقم دي ستيفانو في تسجيل 18 هدفا في لقاءات الكلاسيكو ،في طريقه لتحطيم الرقم، ولكنه لم ينجح ، حيث أسهم توتره وتكتل دفاع الريال في إفساد محاولاته ، ولا أدري لماذا يتعجل ميسي ، رغم أنه متأكد- وأنا معه – من قدرته على تحطيم الرقم خلال هذا الموسم الكروي.
أما كريستيانو ، فرغم سرعته وقوته ، فإنه يبقى متوتراً في مواجهاته مع ميسي الذي تفوق عليه في كل الاستفتاءات ، وأعتقد أن قدرته على العثور على ذاته ، تتجسد في عدم تصديقه لحكاية المقارنة بينه وبين ميسي ، ووقتها فقط سيعود نجماً ملهماً للريال .
■■ لم يتأثر أداء البارسا هذا الموسم لغياب مدربه التاريخي جوارديولا ، لأن بديله ومساعده السابق فيلانوفا أثبت جدارته ، بل وتفوقه في قيادة الفريق والاحتفاظ بخصائصه التكتيكية وطريقته في الأداء ، وحتى عندما تعرض فيلانوفا لظروفه الصحية وغاب أكثر من مرة لإجراء جراحة او للسفر خارج اسبانيا لمراجعة حالته ، فإن مساعده رورا ، كان قادرا على الحلول محله بإمتياز ، وبالطبع فإن وجود وإستمرار كافة عناصر فريق جوارديولا، بقيادة ميسي وشافي وأنييستا وبويول وبيكيه ، وحفظ وهضم الفريق لطريقه اللعب التي يمكنهم أن يلعبوا بها وهم مغمضي العيون ، يجعل الفريق وكأنه في غير حاجة إلى مدرب ، اللهم إلا للقيام بمهام الجلوس على "الدكة" وتبديل اللاعبين في المباراة .
■■ أخيراً رغم التفوق المعتاد للبارسا في إمتلاك الكرة بنسبة خرافية تبلغ 69% مقابل 31 % ، فإن ميسي ورفاقه فشلوا في ترجمة ذلك إلى تفوق في النتيجة ، وبالتالي فإن موقفهم في مباراة الإياب على ملعبهم ليس آمناً رغم أن التعادل السلبي يكفيهم .
■■ وبالنظر إلى أن الريال يخوض أسوأ مواسمه مع مورينيو وتخلف في ترتيب صدارة الليجا مع البارسا بفارق 15 نقطة ، فإن تعادله يعتبر نتيجة طيبة ، في إطار السعي لإستعادة الثقة وتهدئة الأحوال مع مورينيو في موسمه الأخير ، وربما سيظل الريال يتطلع ويعيش على حلم إسقاط البارسا في عقر داره في مباراة الإياب ، لإن ذلك سيكون الإنجاز الأقرب له هذا الموسم بعد ضياع الدوري.