مع اتساع الفجوة بين الفريقين في الدوري الأسباني لكرة القدم إلى 15 نقطة ، تمثل المباراة بين ريال مدريد وبرشلونة غدا الأربعاء طوق النجاة بالنسبة للبرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني للريال الذي يبحث عن أي فرصة لرد اعتباره وسط تراجع فريقه إلى المركز الثالث في جدول الدوري الأسباني.
ويلتقي الفريقان غدا في ذهاب الدور قبل النهائي لمسابقة كأس ملك أسبانيا ليكون لقاء القثمة (الكلاسيكو) الأول بينهما في عام 2013 علما بأنه الكلاسيكو الخامس عشر لمورينيو منذ أن تولى تدريب الريال في تموز/يوليو 2010 .
وتحظى المباراة بأهمية خاصة لدى مورينيو نظرا لاهتزاز مستوى فريقه بشكل واضح هذا الموسم وابتعاده كثيرا ، إن لم يكن تماما ، عن دائرة الدفاع عن لقبه في الدوري الأسباني.
وفي ظل هذا المستوى المتأرجح للفريق ، قد يجد الريال صعوبة بالغة في الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا هذا الموسم خاصة وأنه سيفتقد جهود حارس مرماه العملاق إيكر كاسياس في مباراتي الذهاب والإياب أمام مانشستر يونايتد الإنجليزي في دور الستة عشر للبطولة بعد إصابة كاسياس وتأكد غيابه عن صفوف الفريق لأكثر من شهرين.
ولذلك ، قد يجد مورينيو في مسابقة كأس ملك أسبانيا الفرصة الأبرز للخروج من الموسم الحالي بأي لقب لحفظ ماء الوجه خاصة وأنه على مسافة قريبة من منصة التتويج وسيكون مرشحا بقوة لها إذا عبر العقبة الأصعب وهي لقاء برشلونة في المربع الذهبي بينما سيكون الاختبار أكثر سهولة في النهائي أمام الفائز من المواجهة بين أتلتيكو مدريدج وأشبيلية.
كما تمثل المواجهة غدا فرصة لمورينيو والريال من أجل رد الاعتبار في ظل الهيمنة الكبيرة لبرشلونة في الفترة الماضية واتساع الفارق بين هما إلى 15 نقطة حيث يتصدر الفريق الكتالوني جدول الدوري الأسباني ويتقدم بخطى ثابتة نحو استعادة اللقب الذي أحرزه الريال في الموسم الماضي.
ويأمل مورينيو في الرد بنفس الطريقة من خلال انتزاع لقب الكأس وحرمان برشلونة من الحفاظ عليه.
وتتجه معظم الترشيحات لصالح برشلونة قبل هذه المواجهة ولكن ما حدث في مباريات الكلاسيكو الثلاث التي أقيمت هذا الموسم يقلص من قيمة التوقعات والتكهنات قبل لقاء الغد.
واستهل الفريقان الموسم بالمواجهة في كأس السوبر الأسباني ففاز برشلونة 3/2 على ملعبه ذهابا وفاز الريال 2/1 على ملعبه إيابا ليتوج باللقب بينما تعادل الفريقان 2/2 في مباراتهما بالدور الأول للدوري الأسباني.
والحقيقة أن الريال نجح في معظم مواجهات الكلاسيكو المهمة والحاسمة في الفترة الماضية مما يضاعف من آمال الفريق ومورينيو قبل مواجهة الغد.
ولكن الريال يعاني من المشاكل التي تدق ناقوس الخطر في النادي الملكي بسبب خلافات مورينيو مع لاعبيه وعناده مع الجماهير قبل أسابيع من خلال وضع حارسه العملاق إيكر كاسياس على مقاعد البدلاء قبل أن يضطر للدفع به مجددا في المباريات بسبب إيقاف الحارس البديل أنطونيو أدان.
ونال مورينيو انتقادات هائلة من الجماهير قبل إصابة كاسياس بكسر في إصبع يده مما اضطره للابتعاد عن صفوف الفريق وغيابه عن لقاء الغد بشكل جبري.
ولكن شيئا من هذا القبيل لن يؤثر على احتشاد جماهير الريال غدا في مدرجات استاد "سانتياجو برنابيو" لتشجيع الفريق في المواجهة أمام برشلونة والتي قد تلطف الأجواء بين مورينيو والجماهير مجددا.
وأكد الفرنسي كريم بنزيمة مهاجم الريال "برشلونة ليس المرشح للفوز. إنه فريق رائع ، ولكننا على استعداد لهذه المواجهة رغم علمنا بصعوبتها. يتحسن مستونا عاما بعد الآخر في المواجهات مع برشلونة. أدينا بشكل جيد في هذه المواجهات. إنها أفضل مباراة في العالم. الأجواء في البرنابيو ستكون في غاية السخونة".
ويعاني الريال من غياب بعض العناصر الأساسية عن مباريات الغد مثل المدافعين سيرخيو راموس والبرتغالي فابيو كوينتراو للإيقاف والبرتغالي بيبي للإصابة.
ولكن أيا من اللاعبين الثلاثة لا يمثل خسارة كبيرة للفريق مثلما هو الحال مع غياب كاسياس للمرة الأولى عن لقاءات الكلاسيكو منذ 2002 .
ويتصارع الحارس الإحتياطي أدان وزميله الجديد دييجو لوبيز ، الذي انضم للريال هذا الأسبوع ، على خلافة كاسياس في حراسة عرين الريال غدا.
بينما لا توجد شكوك حول الدفع بكل من تشابي ألونسو والألمانيين مسعود أوزيل وسامي خضيرة والأرجنتيني آنخل دي ماريا والبرتغالي كريستيانو رونالدو والفرنسي كريم بنزيمة ضمن التشكيلة الأساسية للفريق غدا في مواجهة برشلونة مكتمل الصفوف.
ويواجه دفاع الريال في غياب عناصره الأساسية البارزة اختبارا صعبا في مواجهة الهجوم الكتالوني القوي والذي يتمنى التشيلي أليكسيس سانشيز قيادته وتقديم عرض جيد يخفف به من حدة الانتقادات التي وجهت إليه هذا الموسم بسبب تراجع المستوى.
بينما قد يجد هجوم الريال فرصة أفضل في هذه المواجهة في ظل استمرار الحارس البديل خوسيه مانويل بينتو في حراسة مرمى برشلونة في مباريات الكأس بدلا من الحارس الأساسي فيكتور فالديز الذي يتولى حراسة مرمى الفريق في الدوري ودوري أبطال أوروبا.