ودعنا أمس دورة الخليج بعد أن عشنا أياما وليالي مع المتعة والإثارة لتتجه أنظار العالم نحو القارة السمراء وتحديدا أرض المناضل الإفريقي نيلسون مانديلا للاستمتاع ببطولة أمم إفريقيا التي تعتبر من حيث المستوى الثالثة بعد كأس العالم وأمم أوروبا والتي تضم جواهر الكرة الإفريقية التي تزين أكبر الدوريات في العالم بقيادة الإيفواري ديدي دروغبا والغاني أسامواه وغيرهم من النجوم الكبار.
وإن كانت جنوب إفريقيا قد دخلت التاريخ باستضافة أول بطولة لنهائيات كأس العالم بإفريقيا في العام 2010 فإنها تدخل التاريخ اليوم من جديد باستضافة أول بطولة لأمم إفريقيا تقام في السنوات الفردية بدلا عن الزوجية كما كانت من قبل وبعد أن قرر الاتحاد الإفريقي إجراء هذا التعديل بناء على رغبة الاتحادات الوطنية لتكون عكس كأس العالم.
بطولات أمم إفريقيا التي انطلقت في العام 1957 من السودان بمشاركة غانا ومصر وإثيوبيا والسودان الدول المؤسسة للاتحاد الإفريقي وصلت الآن إلى الرقم (29) وتقام كل عامين ورغم ارتفاع المستوى وإفرازها للاعبين فرضوا أنفسهم على المستوى العالمي ومنهم من حصد أكبر الجوائز وكمثال الليبيري جورج ويا الذي فاز بجائزة أفضل لاعب في العالم وأفضل نجم في أوروبا مع ناديه ميلان الإيطالي والغاني عبيدي بيليه والجزائري رابح مادجر والكاميروني صوميل إيتو وغيرهم كثر إلا أن القائمين على أمرها فشلوا في تطويرها.
مازالت بطولات أمم إفريقيا ينقصها التسويق الأمثل وتعاني في التنظيم خاصة الناحية الأمنية وبحكم حضورنا لنهائيات أمم إفريقيا بانتظام عشنا العديد من المواقف الصعبة ونعاني في التغطية خاصة في دول جنوب وجنوب غرب القارة فلا تستطيع أن تقضي مهمتك إن لم تدفع وعلني بجانب المعاناة في السكن والوجبات وأقول دون انحياز إن أفضل البطولات تلك التي استضافتها دول عربية وللأسف رغم أن السيد عيسى حياتو أكمل الآن ربع قرن من الزمان في رئاسة الاتحاد الإفريقي ويسعى لنيل الثقة في الجمعية القادمة التي تعقد في مارس بالمغرب للاحتفاظ بمنصبه فشل في إضافة أي جديد واهتم فقط بتحقيق الأرباح والتي لا تذهب للتطوير والكوادر تفتقد التأهيل خاصة الحكم الإفريقي الذي فقد الثقة.
القارة السمراء تعتبر كنزا من المواهب وكما قال السيد جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال الجمعية العمومية للفيفا التي عقدت بمراكش المغربية في العام 2005 إن أوروبا سرقت الجواهر الإفريقية ملمحا للدول التي تقوم بتجنيس أولئك اللاعبين منذ الصغر وقال إنه قد حان الوقت لتستفيد إفريقيا من لاعبيها وأنه يدرس مشروعا لاستقرار اللاعب الإفريقي ولكنه للأسف كان كلاما للاستهلاك وكسب الأصوات.
ولاشك أننا كعرب نتمنى مشاركة أكبر عدد من منتخباتنا في النهائيات وأن نتوج باللقب ولكن تراجع المستوى في السنوات الأخيرة ونأسف أن يواصل المنتخب المصري صاحب الرقم القياسي في حصد اللقب يغيب هذه المرة أيضاً وللمرة الثانية على التوالي ويغيب معه هذه المرة المنتخبان السوداني والليبي اللذان شاركا في البطولة السابقة 2012 بالجابون وغينيا الاستوائية وشكل الأول حضورا في بطولة 2008 بغانا والعزاء هذه المرة في الثلاثي تونس والمغرب والجزائر وكلنا أمل في استرداد اللقب.
فلنغنِ اليوم لماما أفريكا ونرقص ونغني في أرض مانيلا العظيم.
نقلا عن جريدة الشرق القطرية